كلنا مدربون !!

21/12/2009

شادي صافي :
كلنا مدربون !!!
مشكلتنا كعرب ، أننا نفتي بكل شي أي نتحدث في كل المواضيع ونفهم في كل الأمور ونشاهد الجميع يتحدث في السياسة، والاقتصاد، والثقافة، والأسهم، حتى الطبخ ! وحتما الخاصرة الأضعف وهي الرياضة التي لا أنكر أن ثلاثة أرباع من يتابعونها يفهمون في قوانينها لأنها أساس لعبة الشعوب، وقوانينها ليست كيميائية وفيزياء نووية حتى تكون (عصبة على الفهم) ولكن هناك فارق كبير بين أن تشاهد مباراة وتفهم مفرداتها وبين أن تقود التشكيلة وتضع الخطط وتقرأ الفرق المنافسة وتضع التكتيكات المناسبة لكل منها. >

 وعليه نتمنا أن نشاهد في أنديتنا هذا المدرب التكتيكي ان كان من داخل الوطن أو خارجه!! والمصيبة الكبرى أننا عندما نتعاقد أو نستقطب أي مدرب نرفع أسمه في العلالي ونشكر المسؤولين والادارين أصحاب أي قرار على هذه الصفقة ومع أي تعثر أو نتيجة لا تعجبنا تبدء مؤامرات افشال هذا المدرب أو ذلك من قبل أشخاص تبحث عن مصالح شخصية من هنا وهناك أو من هذا وذاك لا أكثر ان كانو هؤلاء الاشخاص في ادارات الأندية أو لجانها المتنوعة أو غير ذلك.

ولأن المدرب هو الحلقة الأضعف في أي نكسة ومصيبة تحدث وخاصة اذا كانت الجهات المسؤولة عن كرة القدم هي جهات (عصية على النقد) لمركزها أو نفوذها أو علاقاتها الداخلية والخارجية كما هو الحال في بعض الأندية المحلية الفلسطينية وأيضا الاعلاميين ورواد المواقع وحتى الجماهير الذين يتفششون بالمدرب وخططه رغم المسؤولية قد تقع على اكتاف نجم أضاع فرصة على باب المرمى أو ضربة جزاء لم يعرف كيف يترجمها إلى هدف وطبعا في حالة الفوز ننسى ونتناسى كل الأخطاء ولأن الفارق بيننا وبين الأوربيين يكمن في الفعل ورد الفععل العاطفي والعقلاني ، فهم ينظرون إلى أداء المدرب وامكانياته وقدرته على التغيير ولو على المدى المنظور بينما نحن نبحث عن انجاز وهمّنا النتائج وليس الصحيح والمتمثل في البناء القاعدي، لهذا جلس مدرب مثل أليكس فيرغيسون 23 عاماً في واحد من أخطر وأعرق الكراسي في العالم وهو كرسي القيادة في مانشتر يونايتد الانجليزي ومثله جلس الفرنسي ارسين فينغر ولكن 13 عاما في أرسنال ولا زال الاثنان على رأسي عملهما ولو فتشنا وبحثنا عن السقطات التي حدثت خلال سنوات قيادتهما لهذين الفريقين الكبيرين لوجدا أصغرها كفيلة بتفنيش وحرق أكبر مدرب على الوطن وحتى أيضا منطقتنا العربية التي لم يعمر فيها مدرب أكثر من سنة أو سنتين أو ثلاثت على أبعد تقدير.>

كلنا نتحدث عن الخطط ونضع التشكيلات التي تناسب أذواقنا حتى المعلقين والاعلاميين عندنا في صلب العملية الدريبية خلال تعليقهم وكتاباتهم التحليلة يفتون ويصرحون بأن فلان يجب أن يلعب على اليسار وعلان يجب أن يكون في المحور ويوجهون اللاعبين على أرض الملعب ومن على المدرجات رغم أن أحد لا يسمعهم.

أعتقد أن مقالتي هذه لن تقدم ولن تؤخر في تغيير أية ردة فعل عاطفية محلية أو عربية لأننا نحن عاطفيون ولنا الفخر يبدو في هذه الميزة الأزلية، وعاشت اتحاداتنا وانديتنا الذي لا يخططون أبدا والسؤال الذي يفرض نفسه ويعمل بحدود الأعمال والأمور الموكلة إليه ويمتلك نجاح إدارتها ولن يكون أكثر من ذلك وحينما يطبق هذا النظام والقانون بصورة صحيحة وسليمة سيزداد النجاح والتقدم الرياضي نحو القمة والأهداف المنشودة التي نتمناها ويتمناها كل رياضي حريص على المصلحة الرياضية في الوطن الغالي.
 

comment image insert comment
Item
عاشق فلسطين12/21/2009
بالفعل هذه هي مشكلتنا كعرب، وبالفعل كما قلت مقالات كثيرة كتبت ولكن لم تقدم ولن تؤخر على ميزتنا الازلية

المارد الاخضر12/21/2009
كلام سليم 100% وان شاء الله تتلاشى هذه الظاهرة